مرض بوزلوم

 مرض عرق النسا أو ما يعرف عاميا ب»بوزلوم» من بين أكثر الأمراض التي يعاني منها المغاربة والتي يمكن أن تؤثر في أحيان كثيرة على انسياب حركة الطرفين السفليين من جسم الإنسان، نتيجة وجود ضغط أو شد على جذر العصب الوركي المسؤول عن تحريك عضلات الأطراف السفلى.
ما هو مرض عرق النسا؟
يعرف عرق النسا la sciatique أو «بوزلوم» بوجود الم في احد الطرفين السفليين ابتداءا من أسفل الظهر إلى أصابع القدم على امتداد المنطقة التي يغذيها العصب الوركي.
ويخرج هذا العصب الوركي من بين الفقرات السفلى في الظهر، وله وظيفتان، الأولى حسية وتتمثل في الشعور بالألم والبرد والحرارة، والثانية حركية تتجلى في تحريك عضلات الأطراف.
وعرق النسا حالة مرضية كثيرة الانتشار خصوصا بين سن الثلاثين والستين، ويصيب الرجل أكثر من المرأة، ويحدث إثر وجود ضغط أو شد على جذر العصب الوركي، وله أسباب أهمها التمزق القرصي أو (التفتق القرصي).
كيف يحدث التمزق القرصي؟
يعتبر القرص بمثابة مطاط يفصل بين الفقرات، وتكمن مهمته في تسهيل الحركة بين الفقرات وامتصاص الصدمات، وهو يتكون من نواة لبية في الوسط، تحيط بها حلقة من الألياف الصلبة.
وابتداءا من سن الثلاثين ومع التقدم في العمر، يصاب القرص بنوع من الشيخوخة، فيجف تدريجيا، وتتفتت نواته إلى جزيئات، كما تصاب حلقته بتشققات كثيرة.
وقد تؤدي بعض الحركات مرهقة للظهر إلى تسرب جزء من النواة في أحد شقوق الحلقة المحيطة به فينتج عن ذلك ألم حاد في الظهر، وفي بعض الأحيان قد يبرز هذا الجزء داخل القناة الشوكية ويضغط على جذر العصب الوركي، فينتج عنه مرض عرق النسا، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا التمزق القرصي يعبر عنه البعض بالانزلاق الغضروفي، وهو تعبير غير صحيح.
ومن جملة الأسباب الأخرى التي ينتج عنها عرق النسا إصابة الفقرات ببعض الأورام سواء كانت حميدة أو خبيثة، أو نتيجة إصابة القرص والفقرتين المحاديتين له ببعض الجراثيم، كما يمكن أن يحدث بسبب وجود تضيق في القناة الشوكية أو انزلاق الفقرات فيما بينها.
ما هي علامات الإصابة بمرض عرق النسا؟
عادة ما يكون المريض المصاب بعرق النسا قد تعرض في وقت سابق لعدة نوبات من آلام الظهر، قبل أن يعاوده الألم مرة أخرى أثناء قيامه بأشغاله اليومية، وهذا الألم تزداد حدته مع أي مجهود وأحيانا بمجرد السعال أو العطس أو الضحك، وتقل وطأته عند الخلود إلى الراحة.
ويمتد الألم إلى أحد الطرفيين السفليين من الورك وقد يصل إلى أصابع القدم مرورا بالفخذ والساق، كما يشعر المريض بتصلب في عضلات الظهر، وعدم القدرة على تحريك جذعه الذي قد يكون مائلا إلى أحد الجانبين، إذ أن هذا الميل يقلل من ضغط القرص على الجذر العصبي، وهو وضع وقائي يتخذه الجسم لا شعوريا لتخفيف حدة الألم.
وقد يكون هذا الألم مصحوبا بتنمل أو اضطراب في وظيفة الحس أو الحركة في المناطق التي يغذيها العصب الوركي المصاب.
اما هي مضاعفات هذا المرض؟
في بعض الأحيان النادرة قد يؤدي مرض عرق النسا إلى ضعف كبير في عضلة الساق أو القدم أو إلى اضطرابات في وظيفة المثانة والجهاز البولي، وهاته الحالات الشاذة تتطلب اللجوء إلى العلاج الجراحي.
كيف يتم تشخيص هذا المرض؟
يعتمد الطبيب أولا على المعطيات السريرية، وذلك باستكشاف مميزات الألم والفحص الدقيق للمريض، وقد يلجأ الطبيب إلى الفحص بالأشعة العادية أو إلى بعض التحاليل المختبرية، أما الفحوصات المكلفة كالفحص بالسكانير والفحص بالرنين المغناطيسي، فلا يتم اللجوء إليها سوى في حالات نادرة، وذلك عند الشك في احتمال وجود أسباب أخرى غير التمزق القرصي، أو في حالة استعصاء الشفاء والتفكير في العلاج الجراحي.
ما هي طرق العلاج والوقاية؟
هناك عدة وسائل يجب على المريض اللجوء إليها، ومن أهمها، الراحة لمدة قصيرة على فراش مريح وغير رخو، وتناول الأدوية المسكنة للألم، والأدوية المضادة للالتهاب والعقاقير الملينة للعضلات.
ويجب التنبيه هنا إلى أن هذه الأدوية يجب أن تكون بإذن الطبيب وتحت مراقبته، وذلك لما لها من أعراض وتأثيرات جانبية.
وفي بعض الحالات ينصح باستعمال الحزام الطبي لمدة قصيرة، وفي حالات أخرى حين يتماثل المريض للشفاء، فينصح بالاستفادة من حصص الترويض الطبي، وتكون الغاية منها تقوية عضلات الظهر والبطن وعضلات الطرفين السفليين، وتعليم المريض الوضعية السليمة بالنسبة للحوض ولأسفل الظهر، وتنبيهه للأوضاع المضرة بأسفل الظهر قصد تجنبها، والأوضاع الواقية له قصد اتباعها، أما الجراحة فلا يتم اللجوء إليها إلا في حالات نادرة (5 في المائة تقريبا)، وذلك عند استعصاء الشفاء لمدة لا تقل عن 6 أسابيع من العلاج الطبي أو عند ظهور أعراض مفاجئة تدل على وجود مضاعفات للمرض.
موضوع عن عرق النسا أو السياتك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متى يمكنك رؤية جنينك في السونار

طرد الجني من الجسم بعمل الحجامة

كسكس مغربي