ما هي الحمى الروماتزمية

الحمى الروماتزمية وإمكانية إصابة القلب و صماماته
إنه لمن المهم أن نلقي الضوء على بعض الأسباب التي تخفى على كثير من الناس وتؤدي إلى إصابة القلب بكثير من المتاعب 

 إصابة القلب بالحمى الروماتزمية 

ما هي الحمى الروماتزمية؟
فالحمى الروماتزمية هي مرض التهاب عكسي يسبب خلل في جهاز المناعة بالجسم ويمتاز بأعراض ناتجة عن إصابة القلب والمفاصل والجلد وكذلك الجهاز العصبي. ويعتقد أن هذا الخلل يتلو التهاب البلعوم واللوزتين بميكروب عقدي ويؤدي إلى استثارة جهاز المناعة لدى المصاب . ويعد التهاب القلب أحد الصفات الرئيسية للحمى الروماتزمية وإذا لم تعالج معالجة فعالة قد تحدث مضاعفات تظهر بعد سنين بمشاكل في الصمامات.
 وتكثر الإصابة بالحمى الروماتزمية في سن مبكر 5-15 سنة ونسبة الذكور مثل الإناث كما أن البالغين معرضون للإصابة بهذا المرض ولكن بنسبة أقل من الأطفال. 
- تبدأ أعراض الحمى الروماتزمية عادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين وقد تحدث بعد أسبوع واحد. وتسبب ارتفاعا في الحرارة وآلاماً والتهابا وانتفاخا في عدد من المفاصل ، وتبدو المفاصل المصابة حمراء منتفخة ، ساخنة ومؤلمة عند الحركة ويبدو المرض متعرقاً وشاحباً وأكثر المفاصل إصابة هى مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين ونادراً ما تصاب مفاصل أصابع اليدين أو القدمين وإذا كانت إصابة الحمى الروماتزمية خفيفة فقد لا تبدو أية أعراض خاصة تشير الى إصابة عضلة القلب . ولهذا فقد تمر الحالة دون تشخيص . أما إذا كانت إصابة الحمى الروماتزمية شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحاً وسوف نستعرض باختصار أجزاء القلب التي قد تتأثر بالحمى الروماتزمية . 
أ - التهاب غشاء التامور وهذا التهاب لغطاء القلب من الخارج وقد يؤدي هذا إلى زيادة حجم القلب وضعف في سماع ضربات القلب بسبب بعدها عن السماعة نتيجة ازدياد حجم كمية السائل حول القلب قد تؤدي إلى الضغط على القلب وتعطيل حركته مع انتفاخ في الأوداج ويأخذ القلب شكل الدورق في صورة الأشعة . 
ب- التهاب لعضلة القلب وهذا يؤدي إلى أتساع حجم القلب وضعف في صوت ضربات القلب مع هبوط في وظيفة القلب مصحوبة بانتفاخ في الأوداج وزيادة حجم الكبد واستسقاء في الأرجل وقد يسمع لغط في القلب وسط انبساطي خصوصاً في منطقة قمة القلب مصحوباً بتغيرات في تخطيط القلب . 
ج - التهاب غشاء القلب الداخلي وهذا بدوره قد يؤدي إلى ظهور لغط جديد أو تغير في صيغة لغط قديم موجود أصلاً .
- وتتأثر صمامات القلب بالحمى الروماتزمية حسب الترتيب التالي : 
1- الصمام الميترالي . 
2- الصمام الأبهر . 
3- الصمام الثلاثي . 
4- الصمام الرئوي . 
وسوف نتكلم عن أكثرها إصابة وهو الصمام الميترالي ويليه الأبهر : 

- تعريف ما هوالصمام الميترالي : 
ويتكون من ورقتين أمامية وخلفية متصلة بحلقة الصمام من جهة ومن جهة أخرى بأوتار تنتهي بعضلات حلمية تمنع انزلاق الوريقات إلى الأذين الأيسر أثناء انقباض القلب والورقة الأمامية أكبر عادة من الخلفية وأكثر أهمية . ويمتد الأتصال بينها وبين الصمام الأبهر وجذر الشريان الأبهر . 
أ- ضيق الصمام الميترالي وهذا يكون أما خلقي أو مكتسب وكما ذكرنا فإن هذا الصمام وهو أكثر الصمامات تتأثر بالحمى الروماتيزمية وأكثرها عرضة للعطب الدائم وعادة تتأثر النساء أكثر من الرجال . 
- الأعراض : 
معظم المرضى لا يعانون من أعراض لمدة سنوات طويلة على سبيل المثال في بريطانيا يتوقع التشخيص أثناء الحمل وعادة تكون الأعمار فوق الثلاثين . ومن الأعراض المعروفة : 
1- ضيق في التنفس . 
2- بلغم مع الدم . 
3- ألم في الصدر. 
4- خفقان بالقلب . 

- ما هي العلامات السريرية ؟ 
المظهر العام يعتمد على شدة المرض وفي الحالات البسيطة قد لا تظهر العلامات السريرية لكن بازدياد تضيق الصمام قد يشعر المريض بضيق في النفس عند القيام بأقل مجهود أو أثناء الراحة كما قد يشكو المريض من الخفقان بل قد يكون الوجه محتقن مع برود وزرقة في الأطراف . 

-ما هي الفحوصات اللازمة ؟
أ - تخطيط القلب : ويتضح فيه تضخم الأذين الأيسر لتجميع الدم فيه وكذلك بعض العلامات التي تدل على تضخم البطين الأيمن مع انحراف في محور القوى إلى الجانب الأيمن . 
ب- أشعة الصدر : ويتضح فيها زيادة حجم الأذين الأيسر مع احتقان في الرئتين وارتشاح حول الرئتين وزيادة في حجم الشريان الرئوي الرئيسي . 
ج - الموجات فوق الصوتية : وهى الوسيلة الرئيسية للتشخيص في الوقت الراهن وبواسطتها يمكن رؤية حركة وريقات الصمام الميترالي وطريقة أغلاقها وحجم الأذين الأيسر كذلك . 
د- القسطرة القلبية : يتم اللجوء لها في حالات خاصة وعن طريقها يمكن قياس الضغط على جانبي الصمام وكذلك في الشريان الرئوي والجانب الأيمن من القلب . 

- ما هي المضاعفات المصاحبة للمرض ؟ 
أ - ارتجاف الأذين 
ب- تكون الخثرة والتي قد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الدماغ . 
ج - احتشاء في الرئتين بسبب بطء سير الدم في الرئتين . 
د- التهاب الرئتين . 
هـ- الإصابة بالتهاب الصمام بأنواع أخرى من البكتريا وخاصة بكتريا الفم والأسنان


- ما هي طبيعة المرض ؟
ويعتمد على حدة أصابة الصمام فقد تكون الإصابة خفيفة مما يستلزم المتابعة لدى عيادة القلب وحماية الصمام من تعرضه للإصابة مرة أخرى وحمايته عند أجراء العمليات وتنظيف الأسنان والتي تكون مصاحبه بتجرثم خفيف في الدم . وأما أن تكون الأصابة شديدة ومستمرة مما يستلزم استبدال ذلك الصمام بصمام صناعي يقوم مقامه . 

- ما هي طريقة علاج هذا المرض ؟
إذا كانت الإصابة خفيفة مع ارتجاع بسيط إلى متوسط وثابتة أي غير مستمرة فيستلزم متابعة مع طبيب القلب وحماية لذلك الصمام من الإصابة مرة أخرى . 
أما إذا كانت الإصابة متوسطة إلى شديدة مع مصاحبة الأعراض والعلامات السريرية السابقة الذكر . فإن ذلك يتطلب التخلص من السوائل الزائدة في الرئتين عن طريق مدرات البول وفي الحالات الحادة ربما يتطلب جرعات كبيرة من مدرات البول مع الإستعانة بالأوكسجين عن طريق الأنف ومعالجة التهاب الرئتين إن وجد وإعطاء مقويات لعضلة القلب ومنظم لرجفان الأذنين مثل الديجوكسين وفي حالة التضيق الشديد للصمام الميترالي الغير مصاحبة لإرتجاج بنفس الصمام مع صلاحية الصمام للتوسيع بالبالون فإن عمل توسيع للصمام المتضيق بالبالون ربما يساعد المريض وتحسنه لسنوات عديدة دون أعراض تذكر قبل استبدال ذلك الصمام بصمام صناعي . وسنتكلم في حلقة أخرى عن ارتجاع الصمام الميترالي وإصابة الصمامات الأخرى بالحمى الروماتزمية .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متى يمكنك رؤية جنينك في السونار

طرد الجني من الجسم بعمل الحجامة

كسكس مغربي