هل الزهايمر مرض معد


هل يمكن ان نتصور ان الزهايمر(800.000 مريض في فرنسا) أصبح ضمن الأمراض المعدية، ذلك ما احتملته دراسة نشرتها المجلة الأنجليزية Nature. 
لكن العدوى الواردة هنا عدوى من نوع خاص ولا علاقة لها بعدوى الزكام أو نزلة البرد مثلا ،حيث أظهرت الدراسة التي قام بها Zane Jaunmuktane وزملاؤه على 7 مرضى بجامعة كوليج لندن ان هؤلاء المرضى تمت إصابتهم بسبب حقن هرمون النمو البشري .
هذا، دون أن ننسى الفضيحة التي فجرها مرضCreuzled-jacob وهو مرض آخر يسبب انحلال الدماغ (maladie degenerative) ويعود سببه الى تحضير هرمون النمو البشري باستخدام عينات في الغدة النخامية الموجودة في أدمغة الجثث.

فضيحة  حقن  هرمونات النمو الملوثة

تبين أن عينات هرمون النمو المحصل عليها كانت تحتوي على prion PrP وهو من العوامل المعدية التي تسبب بداية انتشار مرض Creuzfeld-Jacob سنوات بعض العلاج ،وقد كان ذلك مصير220شخصا في العالم من ضمنهم 119فرنسيا من أصل 30.000 شخصا تلقوا هذا الهرمون (الهرمون المعد لمعالجة التأخر في النمو لدى الأطفال) ما بين 1958و1985.وكان ذلك حال ستة أشخاص من بين الذين تمت دراستهم لقوا حتفهم جراء مرض Creuzfeld-Jacob ، إلا أن أن الباحثين اكتشفوا أيضا أن أدمغتهم كانت تحتوي على كومات من بيبتيد بيتا-أملوويد التي تسبب مرض الزهايمر،ومن المعلوم أن التراكم التدريجي لببتيد يؤدي الى انحلال الدماغ (dégénérescence cérébrale ) التي تعتبر السباب الرئيسي للزهايمر.
ومن المعلوم أن التراكم التدريجي لهذا الببتيد في المادة الرمادية يسبب  بشكل جنوني إنحلالا للدماغ الذي يؤدي الى الزهايمر الذي يظهر عادة في المرحلة الثالثة من العمر.

ويبقى العنصر الأساسي هنا هو أن هؤلاء المرضى الذين تتراوح أعمارهم ما بين 36 و51 سنة كانت أعمارهما زالت بعيدةعن السن الذي  تظهر فيه عادة الأعراض التقليدية للمرض والمرتبطة بالتقدم في السن،لكن مخهم كان يحتوي على تراكمات بيتا -أملوويد والتي كانت منتشرة بشكل كبير لدى أربعة منهم ،علاوة على أن لا أحد منهم كان يحمل اعراضآ جينية تفيد تعرضهم بشكل مبكّر الأمر الذي يؤكد وجود تراكمات الببتيد.

ولذلك يرى علماء الأعصاب أن اللوحات تم إدخالها من الخارج ولم تتطور بشكل عفوي داخل الدماغ .
وقد يلاحظ أن فرضية هؤلاء العلماء لا تستند الى دليل مباشر لكن يبقى من المؤكد أن الهرمون الذي تم حقنه كان مصابا بالببتيد بيتا أملوويد.

والكلام عن إمكانية عدوى مرض الزهايمر ليس حديث العهد بل يعود الى سنة2009 حيث أثارت مجلة science et vie إلى أن مجموعة علماء  انجليزية-سويسرية لاحظوا تطورالمرض لدى مجموعة من الفئران وذلك بعد حقن أدمغتهم بالببتيد بيتا أميلوويد .
وإذاتأكد انتقال مرض الزهايمر بين البشر( سوف تنطلق دراسة على أدمغة المرضى الذين توفوا بسبب هرمون النمو الملوث بprionPrP وذلك بمستشفى Pitié-Salpetriere) سيُصبِح على المهتمين بالموضوع التكيف بسرعةعلاوة على المزيد من الاهتمام بتعقيم الأدوات الجراحيةالمخصصةلإزالة البريونات prion والببتيدات التي تتميز بحدة الالتصاق الشيء الذي يزيد تعقيمها تعقيدا بالمقارنة مع التعقيم ضد البكتيريا والفيروسات المعمول بها حاليا.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متى يمكنك رؤية جنينك في السونار

طرد الجني من الجسم بعمل الحجامة

كسكس مغربي